← Back Published on

"ألف"

:عنوان الكتاب

"ألف"

:اسم المؤلف

الروائي البرازيلي باولو كويلو

:ترجمة

رنا الصيفي

:الناشر وسنة النشر ومكان النشر

©شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، صدرت الطبعة السابعة 2017 في بيروت، لبنان.

:عدد الصفحات

326 صفحة.

:ملخص لفكرة الكتاب

يحدث الألف العظيم عندما يصدف أن يجد شخصان" متآلفان بشدة أو أكثر أنفسهما فى الألف الصغري، تكمّل طاقتهما المختلفتان إحداهما الآخرى وتُحدثان تفاعلات متسلسلة"

بهذا التعريف يأخذنا الروائي البرازيلي، باولو كويلو، في روايته "ألف" إلى عالم اكتشاف الذات البشرية، رحلةٌ خاصة وفريدة من نوعها. فيهدف كويلو للبحث عن النمو الروحي واكتشاف مُعمّق للنفس البشرية من خلال رحلة خارجية ينتقل فيها عبر قارات أسيا وأفريقيا وأوروبا، غائصاً في أعماق رحلته الداخلية مع نفسه.

تدور أحداث رواية "ألف" حول الشخصية الرئيسية في الرواية، والتي تعكس شخصية كويلو نفسه فهو يكتب بصيغة الأنا. ويضع نفسه بالرواية بأنه كاتب ناجح في أواخر خمسيناته، جاب حول العالم وأصبح مشهوراً على نطاقٍ واسعٍ بأعماله. ومع ذلك يعاني الكاتب من ضياع وصراع مع ركوده الروحي، وهو غير راضي عمّا يجري في حياته.

تتغير حال الكاتب عندما تدفعه شخصية تدعى "ج."، وهو مرشده الروحي، إلى المضي قدماً وتغيير كل شيء. لكن الكاتب لم يفهم ما يعنيه، إلا بعد قرأته مقالاً عن الخيزران الصيني. فالخيزران يتم زراعته بالتربة، ويظل المزارع يعتني به لمدة خمسة أعوام دون أن ينبت سنتيمتر واحد. لكن بعد الأعوام الخمسة يكون قد نما نظام الجذر الخاص ببذرة الخيزران، لينطلق كالنار عالياً على ارتفاعٍ يصل إلى خمسة وعشرين متراً. وبعد قرأته المقال امتلىْ بالنشوة المتمثلة في الحركة.

فكالخيزران، تحول حفل توقيع كتاب بسيط له في لندن إلى رحلة جاب بها ست دول في خمسة أسابيع، على متن سكة حديدية تمتد على طول 9288 كيلومترعابرة لسيبيريا. فتصل به إلى موسكو ليبدأ رحلته ويلتقي قرائه ويصادف أمور لم يكن يتوقعها. فقد ظهرت فجأة امرأة شابة تعزف الكمان، تدعى "هلال"، في فندقه وتعلن رغبتها بمرافقته طوال مدة الرحلة.

في روايته "ألف" يأخذنا كويلو في رحلتين: رحلة واقعية على متن القطار ورحلة خيالية موازية تنقلنا عبر الفضاء والزمان. فالكاتب بالرواية التقى بهلال منذ خمسمئة عام، لكنه خانها وتركها. ليعود ويلتقي بها على متن القطار ويشرح لها سبب خيانته لها. وقد غير هذا اللقاء لكلٍ منهما الكثير من المفاهيم التي يشرحها لنا الكاتب حول المحبة والمغفرة والشجاعة، وأيضاً الشك السلبي والإيجابي .

وفي أحداث الرواية يدفعنا كويلو إلى الشعور بالألف، عندما يتشاركها مع هلال ويغوصان في لحظات عميقة ضائعة بالألف. والألف تعني الرقم الذي يحتوي على جميع الأرقام في علم الرياضيات، ولكن في هذه القصة، يمثل رحلة صوفية حيث يختبر شخصان إطلاقًا روحيًا له تأثير عميق على حياتهم الحالية.

وفي الرواية يميل كويلو حياناً إلى وصف المفاهيم الروحية بعبارات بسيطة مثل "الحياة بدون سبب هي حياة بلا تأثير"، وأحياناً يقول أقوال بليغة مثل "الحياة هي القطار، وليس المحطة". لكن رغم بساطة التعابير المستخدمة، إلأا أنها تأخذ عمقًا أكبر، لأن كويلو ينتقل عبر الزمن ويعود إلى الوقت الحاضر، ما يدفع بالتفكر والتأمل بالحياة.

وفي نهاية الرواية، نشهد تزايد التوتر في الألف مع اقتراب القطار من وجهته في فلاديفوستوك، المحطة الأخيرة على سكة الحديد العابرة لسيبيريا. فقد أصبح الراوي كويلو وهلال متشابكين في شبكة روحية يجب كسرها إذا أرادا مواصلة حياتهما المنفصلة. ومن خلال مفاوضاتهم الدقيقة التي ترويها الرواية، نتعرف نحن كقراء على الترابط بين الناس طوال الوقت ونجد مصدر الإلهام في قصة الحب والتسامح التي يعيشانها الراوي وهلال.

ويذكر أنه تم بيع أكثر من 210 مليون نسخة من روايات باولو كويلو، وترجمت إلى 81 لغة. ومن بينهم "الخيميائي" التي تعتبر أكثر الكتب مبيعاً على المستوى العالمي، و"أحد عشر دقيقة" و"الحج"، والعديد من الكتب الأخرى التي تتعامل شخصياتها مع الموضوعات الروحية البسيطة مثل الضوء والظلام ، الخير والشر ، الإغراء والفداء. لكن لم يسبق له مثيل أن اختار كويلو أن يضع نفسه كشخصية عميقة للغاية في خضم هذا الصراع مثل ما فعل في رواية "ألف". التي تم نشرها عام 2011.

ما أعجبني في الكتاب

أعجبتني فلسفة الرواية وعمق الأفكار والقضايا التي تتناولها. رغم طول الرواية، إلّا أنها لم تشعرني بالملل وبالعكس أفكارها جذبتني لمعرفة نهاية الرواية وما بعد الرواية. فالأفكار التي يتطرأ إليها كويلو، أفكارعميقة تحفز العقل على التفكير والتساؤل عن مجريات عالمنا، وتدعونا إلى التأمل في معنى رحلتنا الشخصية: هل نحن حيث نريد أن نكون، ونفعل ما نريد أن نفعل؟ من يقرأ الرواية بشكل سطحي سيراها رواية مملة وسيضيع في معانيها ومجرياتها. لكن إن تعمق القارئ فيها سيرى مدى أهمية البحث في الذات الإنسانية وأهمية التواصل الروحي الذي يجعلنا أناس ذو هدف واضح.

ما لم يعجبني في الكتاب

لها أسلوب معين في القراءة. فلا يمكن قرأتها بشكل متقطع، فأفكارها مترابطة ومتماسكة. وعلى القارئ أن يعطي تركيزه الكامل بها.

بعض الأقوال التي أعجبتني

"إذا استطعتُ أن أفهم مايجري فى العالم، سأستطيع فهم مايجري فى داخلي".

"ننزع دوماً إلى تقدير ما يصلنا من بعيد، ولا نقدر يوماً الجمال الذي حولنا".

"إذا سعينا إلى شيء فالشيء ذاته يسعي إلينا".

"يتعين عليك أحيانا السفر بعيداً للعثور عما هو قريب."

"لست أجنبياً لأنني لم أكن أُصلي لكي أعود سالماً إلى دياري، ولم أهدر وقتي فى تخيل منزلي وطاولة مكتبي وجانبي من السرير. لست أجنبيا لأننا جميعاً مسافرون، تسارونا الأسئلة نفسها، التعب نفسه، المخاوف نفسها، الأنانية نفسها، والكرم نفسه، لست أجنبياً لأنني عندما طُلبتُ وجدتُ، وعندما قرُعتُ الباب فُتح لي وعندما بُحثتُ عثرتُ".

"اللحظات التي تسبق النوم تشبه الموت إلى حد بعيد، يغلبنا سبات ويستحيل علينا التكهن متى سيأخذ "الأنا" منا شكلاً جديداً. أحلامنا حياة ثانية لنا. أنا عاجز عن عبور الأبواب التي تقودنا إلى ذلك العالم اللامرئي من دون أن أرتعش".

"أمران فقط يمكن لهما أن يكشفا أسرار الحياة العظمى: المعاناة والحب".