← Back Published on

الكاتب والإعلامي موسى برهومة

يغوص في رحلة البحث عن المتاعب الجميلة

رغم كل الصعوبات والمشاكل التي يتعرض إليها الصحفي في مجال عمله، إلّا أنّ الكاتب والصحفي موسى برهومة مازال يكتب بجرأة متمرداً على كل القوانين السياسية والدينية والاجتماعية. مؤكداً أنه "كاتب حرّ ومستقل ولا أحد يوجّهه". لكن أوضح قائلاً "هذا الأمر متعب لأن الإنسان يدفع ثمن آرائه أحياناً ولكنني سعيد بهذا الخيار، بأن أحول قلمي إلى منصة لنشر الخير وتعميم الجمال والدفاع عن الحق".

وخير مثال عن أنّ الصحفي يدفع ثمن آرائه، عندما صرح برهومة عن سبب تركه لصحيفة "الغد" الأردنية، مفصحاً "لم أترك الجريدة بخاطري، بل أجبرت على تقديم الاستقالة من رئاسة التحرير في الجريدة بسبب سياساتي التي أزعجت الحكومة الأردنية في ذلك الوقت". مشيراً إلى أنه لم يسبق له أن استقال من عملٍ طول فترة ممارساته المهنية، عدا مرة واحدة عندما مُنحت له فرصة العمل مع جريدة "الغد"، فقدم استقالته من جريدة "الرأي".

بين الحرّ والمسيّس

كما بيّن برهومة أنّ الصحافة عموماً تكون مسيّسة ومن النادر وجود وسائل إعلام مستقلة استقلالاً نهائياً، معرباً " أن وسائل الإعلام منشأة لأجل غاية، سواء حزب أو جماعة أو تيار سياسي. وبالتالي نادراً في العالم المعاصر أن نعثر على وسيلة إعلام محايدة حياداً مطلقاً". لكن هذا لم ينمعه من التعبير عن آرائه في كتاباته لجريدة الحياة، حتى إن رآها البعض أنها لا تتوافق مع طبيعته إلّا أنّها دائماً تعود لقناعته حسبما أفاد. هذا ينطبق أيضاً على صحيفة "حفريات" الإلكترونية التي يديرها في الوقت الراهن، حين قال "الصحيفة ليست صحيفة محايدة بل هي منحازة لتيار من التيارات، وتعتبر أن هذا التيار هو على حق وبالتالي تعبر عن سياساته وتحاول أن تقدمه بطريقة مهنية متوازنة".

تعدد المجالات

برهومة الذي إنطلق في طريق البحث عن المتاعب الجميلة، عن عمرٍ لايناهز السابعة عشرة، درس الأدب العربي ثم الفلسفة، ليأخذه شغفه إلى الغوص في الصحافة والعمل كأستاذ للإعلام في الجامعة الأمريكية في دبي. حيث شرح سبب تفرع توجهاته المهنية، قائلاً " أنا كنت أدرس في مدارس وكان الهدف هو تأمين مصدر آخر للرزق. ثم طورت دراساتي وأكملت الماجستير والدكتوراه". فبالنسبة إليه "الشخص المتمكن بمبادئه لا جدار يسنده إلا موهبته". وبالتالي تفرع في عدة مجالات، بحيث إذا لم يعمل في مجال يعمل في مجال آخر. مضيفاً "هذا ما قد أفادني حينما فصلت من جريدة الغد، فأكملت الدكتوراه وعملت في الجامعة الأمريكية في دبي".

"حتى مطلع الشغف

" لم يقتصر شغفه بكتابة الأخبار والتدريس، فقد أصدر السنة الماضية روايته الأولى بعنوان "حتى مطلع الشغف". العنوان الذي حيره كثيراً حتى اقترحه عليه صديقه، مذكراً إياه أنه قد كتبه في أحد تعليقاته على صديقة مشتركة. وقال أنّ "هذه الرواية انتظرت 22 سنة حتى تخرج إلي النور". كان متردداً في كتابتها لكنه شعر بالإرهاق من كم المشاعر والتعابير واللغة التي ينبغي عليه التعبيرعنها. فالكتابة بالنسبة له "تجمل الحياة وتمنح الإنسان طاقة من المشاعر الروحانية التي تجعله يقاوم الحياة المادية". فإذا تسأل البعض عن الإيحاءات الجنسية التي تتضمنها الرواية، فما هي إلّا لتعكس نبض الحياة مشدداً "أنها لم تكن إيحاءات جنسية بل جنس. وذلك لأن الرواية تتحدث عن إمرأة تتذكر حبيبها وتطرح على نفسها مجموعة من الأسئلة".

"المرأة مستقبل العالم

" على الرغم من أنه رجل شرقي، لكنه يستمر بالدفاع عن المرأة ويعبر عن رفضه للمجتمعات الذكورية المتعصبة. من ضمن الحوار ذكر أن منذ صغره كان يتبنا الأفكار الثورية، مشدداً على "أنّ المجتمع الذي تهان فيه النساء ولا تعطى فيه الحرية الكاملة هو مجتمع معوق". لذلك يقاس تقدم المجتمع مع معيار تقدم النساء فيه. مؤكيداً أنه "لايمكن لأي قارب أن يسير إلا بمجدافين: الرجل والمرأة. وكما قال الشاعر أراغون "المرأة مستقبل العالم" وأنا اقتنع قناعة كبيرة بقوله".

نبذة...

برهومة، المولود عام 1966، حاصل على بكالوريوس في الأدب العربي وماجستير في الفلسفة. استلم عدة مناصب في عدد من الصحف الأردنية كصحيفة الرأي والغد والدستور اليومية. ويعيش حالياً في الإمارات، ويعمل أستاذاً في الصحافة بالجامعة الأمريكية في دبي. إلى جانب رئاسته لتحرير صحيفة "حفريات" الإلكترونية. له مؤلفات عديدة، منها "هذا كتابي"، "التراث العربي والعقل المادي"، "الناطقون بلسان السماء"، "حتى مطلع الشغف" ويأمل بكتابة المزيد.