← Back Published on

“قواعد العشق الأربعون”

 "عنوان الكتاب: “قواعد العشق الأربعون

اسم المؤلف: أليف شافاك (روائية تركية)

ترجمة: د. محمد درويش

الناشر وسنة النشر ومكان النشر: دار الآداب للنشر والتوزيع، 2010، بيروت-لبنان

عدد الصفحات: 471 صفحة

الشخصيات الرئيسية: -إيلّا -عزيز -شمس التبريزي - جلال الدين الرومي

الشخصيات الفرعية: -ديفيد -علاء الدين (ابن الرومي) -سليمان السكير -الشيخ ياسين -زهرة الصحراء

-كيميا (تلميذة الرومي وزوجة شمس) -المحارب بيبرس -كيرا (زوجة الرومي)

-القاتل -سلطان ولد

:ملخص لفكرة الكتاب

تتشابك أحداث الرواية بدمج قصتيين تدور أحداثهما بخطيين زمنيين، تفصلهما ثمانية قرون، فالخط الأول يحكي عن عصرنا الراهن وبالتحديد في أمريكا نورثهامبتون- ولاية ماساشوستس عام 2008. ومن هنا تبدأ الحكاية، عندما فتحت لنا إمراة في مقتبل الأربعينات تدعى إيلّا الباب، لنشاركها تفاصيل حياتها الروتينية المائلة للملل. فهي زوجة لزوج خائن وأم لثلاثة أولاد وناقدة أدبية تعمل لمصلحة دار نشر في بوسطن. حياتها كالقطار الذي لايغير مساره لدرجة أنّ سكته باتت تهترئ وتصدأ. لكن حدث حدثٌ لم يكن بالحسبان. ففي ضوء الفوضى التي تعم حياة إيلّا، يُبث الأمل عندها من جديد، حين طلبت منها دار النشر قراءة رواية "تجديف عذب" لمؤلف يدعى عزيز زاهارا وكتابة تقرير عنها. رغم ترددها في البداية إذ أنها كانت غير واثقة بقدرتها على التركيز في موضوع لا صلة له بحياتها، فمضمون المخطوطة يعود إلى زمان بعيد بعد القرن الثالث عشر. وها هو الخط الثاني الذي يحكي عن فترة انتشار (1)الصوفية وتحديداً قصة الحب التي دارت بين (2)شمس التبريزي مع صديقه الروحي (3)جلال الدين الرومي. لم تكن تعلم إيلّا أن هذه المخطوطة ستبدل حياتها، فهي كانت المفتاح الضائع الذي كانت تبحث عنه إيلّا ليفتح قلبها للحب مجدداً. بعد برهةٍ وجيزة من قرأتها للمخطوطة، أحسّت برغبةٍ دفعتها لتبادل الرسائل البريدية الإلكترونية مع عزيز، مؤلف الرواية. تطورت العلاقة في مابينهما وعادت تسمع دقات قلبها التي نستها طول فترة عيشها مع زوجها ديفيد. فتعلقت بعزيز و أفكاره حتى أنها في نهاية المطاف تركت زوجها وأولادها لتلتقي به وتقضي ماتبقى لها من العمر معه. لكن في بعض الأحيان رغباتنا تتعارض مع الواقع، فعزيز شابٌ عانى الكثير، بالذات بعد وفاة زوجته.فما له إلّا أن إعتنق الإسلام واتبع الصوفيين وقضى حياته بالترحال والتجوال في أراضي الله الواسعة بحثاً عن الله والحب. فها هو ذا يقف أمام إيلّا التي تحبه ليخبرها أنه مصاب بسرطان الجلد، فما من مستقبلٍ مشرقٍ يجمعهما. لكن ما كان من إيلّا إلّا أن اختارت البقاء بقربه حتى آخر رمق. حياة عزيز مشابهة تماماً لشمس التبريزي الصوفي الذي عاش حياته بالبحث عن توأمه الروحي الذي سيساعده بالتقرب إلى الله. منذ ولادة شمس وهو يحلم بلقيى صديقه، فجاب البلاد مسافراً من تبريز إلى بغداد مروراً بدمشق حتى انتهى به المطاف في قونية-تركيا، فالتقى بالرومي ليخلوا خلوةً دامت أربعين يوماً تحت سقف المكتبة، يتناقشون في كل يومٍ عن قاعدة من قواعد العشق الأربعون. كان شمس نقطة تحول عند الرومي، فبعد أن كان جلال الدين الرومي الشيخ والخطيب والأستاذ والأب، تحول إلى عاشقٍ مهوس بشمس. فمن شدة تعلقه به ابتعد عن الجميع حتى من أولاده وزوجته. لذلك نرى أنّ شمس حصد على كراهية الناس في قونية لإبعاد الرومي عنهم. حتى أنّ الناس بدأت باتهامه أنه يتعامل بالسحر الأسود أو أنه من قبيلة الحشاشيين (قبيلة تكره العلماء فتقتلهم) أتى للقضاء على الرومي. زاد حقد الناس عشمس فما كان من مجموعة إلّا أن تغتاله في ليلةٍ وضحاها، وقاموا برمي جثته في بئر فناء الرومي. من بعد مقتل شمس تفرغ الرومي إلى الشعر وأصبح شاعر العصر والزمان. وبهذا نكون قد اختتمنا الرواية بمقتل شمس عام 1248 وموت عزيز 2009 لتجمعهم تراب قونية-تركيا. فنكتشف أنّ روح شمس بقيت حيّة لتتغلغ بأجساد الناس وتكرر ذاتها بزمنٍ آخر وبهيئةٍ أخرى.

(1)الصوفية: مذهب من مذاهب الدين الإسلامي، انتشر في القرن الثالث عشر، ليوصل العبد إلى ربه من خلال تطهير القلب والإجتهاد والتحلي بالأخلاق. فكان يسمى أيضاً بعلم التصوف أو علم التزكية أو علم الأخلاق. لقد سلك هذا الطريق العديدمن العلماء والقادة مثل محي الدين بن عربي وشمس التبريزي وجلال الدين الرومي والغزالي وصلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح.

(2)شمس التبريزي: هو متصوف وعالم وشاعر فارسي مسلم صوفي، يُنسب إلى مدينة تبريز. كان يُعتبر المُعلم الروحي لجلال الدين الرومي (مولانا).ومن كتاباته ديوان التبريزي (الديوان الكبير) الذي كتبه في مجال العِشق الإلهي.

(3)جلال الدين الرومي: هو شاعر وعالم بفقه الحنفية والخلاف وأستاذ وخطيب، استقر في قونية. تركت أشعاره تأثيراً واسعاً في العالم.

ما أعجبني في الكتاب:

ببساطة التاريخ يعيد نفسه، فعلى مرّ الأيام نجد أنّ الأحداث تتكرر بصيغة مختلفة ولكن المضمون أو الفكرة ذاتها. تماماً مثلما نرى في الرواية التي تجمع قدر قصتين رغم اختلافهما بالزمان والمكان إلا أنّ العبرة واحدة وهي ’ البحث عن الحب‘. أعجيتني الحبكة وتسلسل القصص، على الرغم من كثرة الشخصيات وتبادل الأزمنة إلّا أنها كانت مترابطة بقوة وسلاسة. لقد عشت حياة كل شخصية، بتفاصيلها المشوقة فلم أشعر بالملل البتة. لقد أُعجبت بالقواعد الأربعون، إذ يحملون معانٍ عميقة أتمنى لو أن البشر يتعظون ويصلون لمرحلة البحث عن الحب الإلهي الحقيقي الكامن في القلب. فالحب كما قال شمس: "وحده هو الذي يطهر قلوبنا".

ما لم يعجبني في الكتاب:

كنت أفضل لو أنّ نهاية القصة الحب التي عاشها إيلّا وعزيز إنتهت نهاية سعيدة. لكنني أتفهم أنّ الغاية هي تشبيه عزيز بشمس التبريزي فكما مات شمس سيموت عزيز. التاريخ غدار فيعيد نفسه بهيئةٍ مختلفة ولكنه يبقى كما هو فلا نستطيع تغير نهايته، كشريط الفيلم الذي يكرر نفسه فلا يتوقف إلّا عند إتلافه.