← Back Published on

"زوربَا"

عنوان الكتاب

· "زوربَا"

اسم المؤلف

· الكاتب نيكوس كازنتزاكيس

ترجمة

أحمد بلسعيد

الناشر وسنة النشر ومكان النشر

· ©مركز الثقافي للكتاب/ دار الرافدين، صدرت الطبعة الأولى في 2017 ببيروت-لبنان.

عدد الصفحات

· 422 صفحة.

نبذة عن الراوي

نيكوس كازنتزاكيس هو كاتب وفيلسوف يوناني، ولد في 18 فبراير عام 1883 وتوفي في 26 أكتوبر عام 1957. درس القانون في جامعة أثينا وأكمل دراسة الفلسفة في بارس، حيث تأثرت أفكاره الدينية ونظرته إلى الحياة بفلسفة الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشيه. وقد عكست رواياته أفكاره المتمردة والتي تحمل مبادئ صوفية، فقد انتقل كازنتزاكيس من بارس إلى فيينا وتعرف على بوذا وتعاليمه التي أرشدته دينياً وأعطته السكينة.

ومن أشهر مؤلفاته رواية "زوربا اليوناني"، التي تم تحويلها إلى فيلم سنيمائي عام 1964. وقد خلقت الرواية نوع جديد من الرقص اليوناني يدعى "سيرتاكي"، مثل الدبكة الشعبية، فمن خلال أحداث الرواية يصف كازنتزاكيس حركات الرقصة مستعيناً ببطل الرواية "زوربا". ومن بعدها ظهرت العديد من الأغاني والألحان التي تأكد أن زوربا مازال حياً وحاضر في ذاكرة اليونانيين.

ملخص لفكرة الكتاب:

تدور أحداث الرواية حول شخصيتين متناقضتين، يجمع بهما القدر على شواطئ مرفأ ((بيريه)) في أثينا عاصمة اليونان. الشخصية الأولى تدعى ’باسيل‘ وهو كاتب مثقف نصف إنجليزي ونصف يوناني، عرف ب"عثّ الكتب" فقد دفن نفسه بين الكتب والورق، وكان يحتاج لمن يساعده ليحيا حياةً مليئةً بالمغامرات والحركة. وفي المقابل، الشخصية الثانية تدعى ’ألكسيس زوربا‘ وهو المحور الأساسي في الرواية الذي يغير مجرى حياة الراوي وينقذه من الغرق في الكتب، فزوربا شخص بسيط لم يتعلم من الكتب بل علمته الحياة والتجارب التي مرّ بها. ويعتبر زوربا مصدر التفاؤول في الرواية، فإلى جانب نظرته المتفائلة بالحياة، يحب زوربا العزف على "السانتوري"، وهي آلة موسيقية يعزف بها بواسطة مطرقة صغيرة، كما أنه عرفنا برقصة الهاسابيكو، والتي تدعى الآن رقصة زوربا أو سيرتاكي وهو نوع من أنواع الرقص الشعبي التعبيري في اليونان.

وتبدأ أحداث الرواية عندما كان باسيل متجهاً نحوى القارب الذي سيقله إلى جزيرة كريت اليونانية. لكن بسبب سوء الأحوال الجوية اضطر باسيل أن يذهب ويجلس في مقهى صغير قرب المرفأ لحين هدوء العاصفة. وبينما هو جالس، شعر باسيل بأن أحداً ما يحدق به فبدأ يلتفت من حوله وإذ برجلٍ "يبلغ من العمر ستين عاماً، طويل القامة، نحيف الجسم، عيناه جاحظتان" (صفحة 13) يتمعن به، فتبادلوا النظرات وتأكد باسيل أن هذا الشخص هو الذي يبحث عنه. وفي تلك اللحظة، اقترب منه الرجل وقبل أن يعرّف عن نفسه، سأل باسيل إن كان مسافراً؟ وإلى أين؟ وعندما أجابه باسيل أنه متجه إلى كريت، حيث قام باستئجار منجمٍ للفحم ليعيش بعيداً عن جنس (عثّ الكتب)، هب سائلاً إن كان باستطاعته أن يذهب معه. وهنا استغرب باسيل من طلبه لكن إلحاح الرجل وإصراره دفع باسيل إلى الموافقة.

ومن خلال هذه الرحلة يكتشف باسيل ذاته ويتحرر من أوهامه الشخصية ويعود الفضل كله إلى زروبا هذه الشخص المجهول، الذي علمه أن ليس هنالك شيء مستحيل والإنسان يمكن أن يصل إلى هدفه ويتعدى كل الحواجز. فمن بداية الرواية ذكر زروبا السبب وراء إصبعه المبتور، وشرح لباسيل أنه قطعه بنفسه لأنه كانت تعيق عمله بصناعة الفخار (صفحة 25). فبالنسبة له إصبعه كانت نقمة وعائق في طريق إبداعه بمهنة صناعة الفخار، فقطعها رغم الألم الذي شعر به لكنه لا يقارن بالفرحة عندما أصبح حراً يصنع بالفخارة مايشاء.

وبعد وصولهم إلى جزيرة كريت، نرى كيف أن أهل الجزيرة اندفعوا لاستقبالهم وعزيمتهم لقضاء الليالي عندهم (كنوع من الكرم والضيافة وعكس رجوليتهم)، إلا أنهم نزلوا بفندق تابع لإمرأة فرنسية تدعى "مدام هورتنس"، المرأة التي عاشت شبابها وهي تعاشر السياسيين وتستعرض مواهبها على المسرح. تدحرجت أحداث الرواية فنشأة علاقة حميمية بين زوربا ومدام هورتنس لدرجة أنه وعدها بالزواج، إلا أن باسيل أرسل زوربا إلى المدينة بعدما احتاجوا إلى بعض الأغراض للمنجم، وهناك صرف زوربا جميع أموال باسيل (أو الرئيس كما يدعوه) على إمرأة، ما دفع باسيل إلى إخبار مدام هورتنس كنوع من الإنتقام. وهنا نلاحظ أن علاقة زوربا وباسيل لم تُبنَ فقط على المحبة والتفاهم، وإنما على الحدة والشجار أيضاً. وكان زوربا المسيطر على أحداث ومحاور الرواية فيدعو باسيل للمشاهدة والاستفادة من خبراته، فقد استطاع مساومة الرهبان وشراء الغابة بسعرٍ مغري ليكي يبنوا مشروع المصعد الذي سيساعدهم على نقل الخشب من الشاطئ إلى المنجم.

وكما أقام زوربا علاقاتٍ عدة مع النساء، باسيل تشجع للفكرة وبالذات عندما قابل إمرأة أرملة، إلا أن العلاقة لم تستمر. فقد كان أهل القرية يضايقونها، لأنها تمتنع عن الزواج، رغم أنها انجذبت إلى باسيل ورفضت طلب شاب مغرم بها عدة مرات، ما دفعه للانتحار، فأقدم والد الشاب على قتلها. فقد تم قتلها من قبل أهل الجزيرة. وبهذه الأثناء تصاب مدام هورتنس بمرض يصيب الرئة فتموت أيضاً. وبذلك يكون قد خسر كلٌ من زوربا وباسيل علاقتهم الحميمية بالمرأة. وبعد وفاة مدام هورتنس نشهد وحشية أهل الجزيرة عند تقاسمهم لممتلكاتها (فهي أجنبية ليس لها أي أقارب).

وتستعرض الرواية عدة تساؤلات عن الحياة، فتساءل باسيل عن ماهية الحياة وكيف يراها زوربا بالمقابل، قائلاً "ما هذا العالم؟ ما الهدف من حياتنا الزائلة! زوربا يقول بأن الناس يصعدون بالمادة وآخرون بالفكر. وكل هذا سواسية لو نظر إليه من زاوية أخرى. ولكن لماذا؟ ومن أجل من؟ وعندما يخفت صوت الجسد هل يبقى ما نسميه الروح؟ أم أنه لا يبقى شيء البتة؟ (صفحة 380).

وتنتهي أحداث الرواية بفشل مشروع زوربا للمصعد وتسوء أوضاع باسيل المالية، فيغلق المنجم ويغادر الجزيرة. ومع ذلك عند وداعه لزوربا يرقص معه الرقصة الأخيرة على الشاطئ. وتمر خمس سنين وهم بعيدين عن بعضهم، لكن الرسائل ماتزال تجمعهم ومن ضمن الرسائل تساءل زوربا إن كان "هناك جهنم أو لا؟" ويقول "ولكن بعد أن استلمت رسالتك، تأكدت بأن جهنم موجودة للكتاب الأغبياء مثلك" (صفحة 416). فباسيل عاد للكتب لكن بهدف التسلية ليبعد أفكاره عن زوربا، لكن بالوقت نفسه كان باسيل يكتب عن زوربا ويعيش الماضي من جديد. وزوربا قد تزوج وأنجب أولاداً واستقر في صربيا بقرية سكوبليج، حيث جاء منها نبأ وفاة زوربا. زوربا ذو فلسفة السعادة التي تنص على أن الروح يجب أن تقتنع لكي يقتنع الجسد بالقليل، وهذا يكفي ليبقى الرجل قوياً وحياً حتى اليوم التالي. وعلينا أن نبني علاقات طيبة مع الآخرين مبنية على المساعدة وتقديم كل ما هو بوسعنا لندلهم على عالم أفضل، وإلا تركهم وعدم مساعدتهم سيكون خياراً أفضل إن لم يكن لدينا ما نقدمه إليهم. هذا هو زوربا الذي مات على الورق، لكنه خالد في ذاكرة كل قارئ.

ما أعجبني في الكتاب:

  • أعجبتي الرواية بما تحمله من معانٍ وعبر تجعلك تتفكر بالحياة وتغير معتقداتك. فرواية "زوربا" تدعو للحب، والتجربة، وتشجع على التفكير بالجسد والعقل والقلب. ومن خلال الأحداث التي تقوم عليها رواية تعكس أهمية حب الأنا والآخر أيضاً، وحب التراب والوطن والسماء، حيث تدفعنا إلى التفكير الديني وعن وجودية الإله ومن هو الشيطان. بعد الانتهاء من قراءة الرواية سينظر القارئ إلى الحياة من منظورٍ مختلف.

ما لم يعجبني في الكتاب:

  • بعض الأخطاء اللغوية في الترجمة.
  • وعلى القارئ أن يكون عنده لمحة عن تاريخ اليونان وكيف كانت جزيرة كريت تحت سيطرة العثمانين، ووضع اليونانيين في خارج اليونان.

نيكوس كازنتزاكيس هو كاتب وفيلسوف يوناني،ومن أشهر مؤلفاته رواية "زوربا اليوناني"، التي تم تحويلها إلى فيلم سنيمائي عام 1964. تدور أحداث الرواية حول شخصيتين متناقضتين: الأولى شخص متعلم ومثقف تعلم من الكتب ويدعى "باسيل" وهو الراوي. والثاني يدعى ’ألكسيس زوربا‘ وهو رجل بسيط علمته الحياة. تبدأ أحداث الرواية عندما يجتمع الإثنان في مقهى قرب مرفأ أثينا، ويسمح باسيل لزوربا بمرافقته إلى جزيرة كريت، حيث قام باستئجار منجمٍ للفحم ليعيش بعيداً عن جنس (عثّ الكتب).

وبعد وصولهم إلى جزيرة كريت، نشأة علاقة حميمية بين زوربا ومدام هورتنس، صاحبة الفندق الذي نزلوا به. حتى باسيل أعجب بأرملة، إلا أن كلا العلاقتين لم يستمروا. فالأرملة قد قتلت ومدام هورتنس أصيبت بمرض فتوفيت.

وكان زوربا المسيطر على أحداث ومحاور الرواية فيدعو باسيل للمشاهدة والاستفادة من خبراته، فقد استطاع مساومة الرهبان وشراء الغابة بسعرٍ مغري ليكي يبنوا مشروع المصعد الذي سيساعدهم على نقل الخشب من الشاطئ إلى المنجم.

وتنتهي أحداث الرواية بفشل مشروع زوربا للمصعد وتسوء أوضاع باسيل المالية، فيغلق المنجم ويغادر الجزيرة. لكنهم استمروا بمراسلة الرسائلة وفي أخر رسالة يعلم باسيل أن زوربا قد توفي في صيربيا.