← Back Published on

زايد باني الأمة


ملتقى زايد والبعد الثقافي

نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، صباح الأحد الماضي، ندوة بعنوان "ملتقى زايد والبعد الثقافي"، بقاعة بني ياس في فندق جراند حياة. تضمنت الندوة كلمة افتتاحية ألقاها وزير التسامح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وكلمة ترحيبية ألقاها وزير الدولة للشؤون الخارجية ورئيس مجلس أمناء المؤسسة معالي الدكتور أنور محمد قرقاش. ليليها جلسة حوارية بإدارة الدكتور سليمان الجاسم، تتمحور حول نشأة المرحوم الشيخ زايد آل نهيان ونظرته لشتى مجالات العالم.

وجاء في الكلمة الإفتتاحية للملتقى، التي ألقاها وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عن إسهامات الشيخ زايد وأهمية الإعتزاز بالنفس والتواصل مع الآخر، لتأكيد دور الإمارات في نشر مبادئ التعايش والسلام والتسامح. مشيراً إلى "قدرة الإمارات على التعامل مع جميع القضايا والتحديات. فالوطن يحظى بثقافة مرموقة، حريص على تنمية عمل الخير والتواصل الإيجابي مع الآخرين واحترام الثقافات والمعتقدات".

كما قال وزير الدولة الدكتور أنور قرقاش في كلمته الترحيبية "أنّ احتفال دولة الإمارات بعام زايد هو احتفال بشخصية تاريخية استثنائية كان لها السبب في تأسيس الإتحاد. مضيفاً أن "من أهميات هذا العام، تذكير الجيل الجديد بالؤسس التي قام عليها الإتحاد والمحافظة على التوازن بين الجذور وبين رؤية امتلاك المستقبل". وشدّد على أعمال وأبعاد الشيخ زايد فهو شخصية سياسية وإنسانية، مدركة أهمية الانفتاح على العالم في بناء المستقبل.

ومن ثم قام الدكتور سليمان جاسم بالترحيب والتعريف بالضيوف الست والمحاور الأربعة. لتبدأ الجلسة مع نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي معالي الفريق ضاحي خلفان حول موضوع ((زايد والبعد الثقافي))، موضحاً أن نشأة الشيخ زايد الثقافية جعلت منه إنساناً مميزاً "فحين تستمع لمقولاته ستعلم أنه مختلف عن جيله". ومن خلال حديثه أشار إلى انفتاح الشيخ زايد على الثقافة الإنسانية والقيادية والمعرفية والبيئية. بالإضافة إلى ثقافة المجلس والبناء والعمل والإبداع والإختلاف والتسامح.

لينتقل محور الجلسة حول موضوع ((زايد والتعليم)) مع الأديب الإماراتي بلال البدور. حيث تحدث عن دور البيئة التي نشأة فيها الشيخ زايد في تغير شخصيته، وقال"رغم قلة الإمكانيات أسس المرحوم المدرسة النهيانية. وقام بتشجيع الطلاب من خلال دفع رواتب لهم، وبتأمين الموصلات للطلاب الغير قادرين على التنقل. كما شجع على تعليم المرأة، ليتيح بذلك فرصة تعليم الجميع". بيّن البدور سبب اهتمام الشيخ زايد بالعلم، قائلاً "قال الشيخ الزايد: إن تعليم الناس بحد ثاته ثروة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس العلم. أريد أن يبني ابن الخليج بلاده بنفسه".

وتبعت الجلسة من قبل أستاذة التاريخ بجامعة الإمارات العربية المتحدة فاطمة الصايغ والمؤرخ فالح حنظل، في حديثهم عن موضوع ((زايد والتاريخ)). لتلفت الصايغ النظر إلى أهمية التاريخ "فمن ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل". وفي حديثها شرحت نقطتين: كيف نظر التاريخ إلى زايد وكيف نظر زايد إلى التاريخ. ليؤكد حنظل أن "زايد عاش في وسط متناقض مليئ بالنزاعات التي تعلم منها".

واختتمت الجلسة مع المستشار الثقافي جمال بن حويرب وخبير الأثار ناصر حسين العبودي، عن موضوع ((زايد والتراث)). إذ تحدثوا عن اهتمام الشيخ زايد بحفظ المخطوطات العلمية وترجمة الوثائق من التركية إلى العربية، فقد تمسك بتراثه من خلال معرفته بالماضي.

ويعود تاريخ مؤسسة العويس إلى المرحوم الشاعر سلطان بن علي العويس. عندما أسس في عام 1987 جائزة دائمة، لها الاستقلالية في تكريم الأدباء والمفكرين العرب. وبعد خمس سنوات تحولت الجائزة إلى مؤسسة ثقافية مستقلة باسم ((مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية)).